الثلاثاء، 22 يوليو 2014

غزة وخوف الغزاة من الذكريات

أبدأ تدوينتي بأبيات للراحل محمود درويش:
أمهات يقفن على خيط ناي
وخوف الغزاة من الذكريات
على هذه الأرض ما يستحق الحياة

غزة العظيمة 


حصار غزة مستمر، المجازر متواصلة بحق ذلك الشعب العظيم "الشعب الفلسطيني في غزة"، في كل صباح ومساء، أطفال من هنا، وشيوخ من هناك، أصوات بكاء في ناحية من نواحي غزة، وأصوات زغاريد أمهات في ناحية أخرى، بعض فرح من هذا، بعض الحزن من ذاك، هنا هنا، وهناك هناك، أحياء وأموات.
هذا هو المشهد العام في غزة، لا يهم، فكل ذلك سيتحوّل ليصبح مجرّد ذكريات في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، سيتحول بعد النصر إلى حكايا ترويها الجدات لأحفادهن قبيل النوم!


ام فلسطينية تحمي ابنائها اثناء القصف و تقول لهم : دعونا نستشهد معا 

جدة تروي لاحفادها و تعلمهم حب الام فلسطين




سأتحدث عن الذكريات .....



شهداء من مجزرة الشجاعية 2014 على يد الكيان الصهيوني 


يترك الكيان الصهيوني "ذكريات" في كل مكان من فلسطين العربية، تلك البلاد التي شهدت الكثير من الذكريات، القليل منها مفرح، والباقي حزين، تلك المجازر التي ارتكبت علناً بحق شعب فلسطين، والعالم لا يسمع ولا يرى ولا حتى يتكلم، تستمر المجازر، ويزداد عدد الشهداء، ذلك بالتحديد ما يترك ذكريات حزينة على فقدان الشباب والأطفال والشيوخ، ولكنها ما تبرح إذ تتحول إلى ذكريات مُفرحة، كفرحة أم الشهيد باستشهاد ابنها، وكفرح الملايين بخبر مقتل جندي صهيوني، أو بمنظر صهيوني يهرع إلى الملجأ خوافاً من صواريخ المقاومة!








تلك هي غزة تكتب "ذكريات" تاريخ الشعب العربي بحبر المقاومة، وبالمناسبة، ذلك الحبر لا يجف، هذه حقيقة علمية، هو لا يزول ولا يتلف، أما خلطته السحرية فهي مزيج من الصواريخ والطائرات المقاوِمة التي تزين سماء فلسطين، تلك هي غزة الصغيرة مساحة، تترك "ذكريات" خوف ورعب للكيان الصهيوني، تسطر ذكريات ضعف وذل ذلك الكيان وأعوانه.


صواريخ المقاومة تزين سماء فلسطين و تدك تل ابيب بالوقت و الساعة المحددة 

تلك غزة تترك بصمة عار على وجه العرب الذين لم يكتفوا بالوقوف واتخاذ سياسة النأي بالنفس ومراقبة ما يجري في غزة عن بعد، بل تآمروا على غزة التي أعادت لهم العزة، وعلى أي حال، فذلك طبعهم منذ مئة عام، وعلى ما يبدو فإن الطبع بات يغلب التطبع كما يقول المثل الشعبي.


خارطة عار العرب ( اخوات غزة )  
غزة الصغيرة حجما و الكبيرة قدراً

هذه الذكريات ذاتها ستكون مُفرحة للشعوب العربية يوماً ما، ولكنها ستبقى الأجمل لدى أهل غزة بعد التحرير، وستستمر تلك "الذكريات" بإمداد أهل غزة وفلسطين بالأمل، وتربطهم أكثر وأكثر بالأرض واللغة والثقافة مشكّلة بذلك أنموذجاً يحتذى به لأي أحد سيفقد أرضه في أحد الأيام! تلك هي مدرسة المقاومة الغزيّة.


غزة ارض العزة

ها هم أبطال المقاومة يستمرون في كتابة "ذكريات" خوف الغزاة من غزة، وما ملف أسر جندي من جنود "الكيان الصهيوني" سوى أحد تلك الذكريات التي ستلاحق كل من تساوره نفسه بغزو غزة مستقبلاً، هي ذاتها ذكريات الفرح والانتصار للشعب الفلسطيني، ولربما للشعب العربي أيضاً.


بكاء جنود الكيان الصهوني على زميلهم المأسور و خوفهم من ما هو قادم 


توابيت الكيان و دموعهم بتوقيع المقاومة الفلسطينية 

قد تختلط كلماتي على القارئ، ما بين الماضي والمستقبل والحاضر، كيف لنا أن نتحث عن وضع قائم كذكرى، ذلك هو ما صنعته المقاومة، خلطت الماضي بالحاضر بالمستقبل، ببراعتها المعهودة، ودونّت ذكريات الحاضر في كتاب المستقبل، وكأنها تحاكي درويش، وخوف الغزاة من الذكريات!

في الختام، سلام لأطفال غزة أينما وجدوا في جنة السماء، أو في جنتهم على الأرض، سلام عليهم وهم يلعبون وعيونهم على المقاومة، رسالتي لهم، اطمئنوا، فالمقاومة ... ستنتصر!



*  شكر خاص للأخ و الصديق طلال عبدالله على الدعم المستمر *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق