الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

بليرة التمر .. التمر بليرة


في السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2012 عزمت على المشاركة في اعتصام وسط البلد، احتجاجاً على رفع الأسعار، أنا المواطن الأردني الذي لا ينتمي لأي حزب أو جهة سياسية، خرجت للمطالبة بحقي، ولقناعتي بوجود بدائل لهذا القرار الذي يستنزف أموال الشعب، الشعب الذي ما يزال حاله من سيء إلى أسوأ.

استيقظت وذهبت للمشاركة والاحتجاج على هذا القرار الظالم، وبينما كنت انتظر بدء صلاة الجمعة في ساحة المسجد الحسيني سمعت صوتاً يقول: "التمر بليرة"، نظرت إلى هذا الطفل المحمل بالهموم، وهو ينادي: "التمر بليرة .. بليرة التمر"، ذلك الطفل استغل وجود هذا العدد الهائل في وسط البلد لرزق ما تيسر له من الدنانير.



هذا الطفل الذي ينتمي إلى الطبقة الفقيرة، خرج وكله أمل أن يعود ببعض الدنانير. بدأت الأفكار والتساؤلات تأتي وتذهب وتدور في رأسي الذي لم يفرغ منذ فترة من التساؤلات عن وضع البلد والمواطن والوزراء أصحاب القرارات التي تضر ذلك المواطن الباحث عن لقمة العيش، هل يرضى أحد الوزراء أن يشتري من هذا التمر- رخيص الثمن - الذي لا يليق بمعاليه؟

هل يرضى الوزراء تقديم هذا التمر في بيوتهم؟ هذا الوزير الذي يتقاضى راتب خيالي ولا يهمه أعباء المواطن، ولا حتى الفقراء،

لا لا يرضى معاليه!!!

لأنه يشتري لأفخر أنواع التمور وأغلاها، ولا يهمه الفقير الذي لا يملك قوت يومه وأساسيات عيشه، ولاحتى يهمه شخص فقير لا يستطيع أن يشتري التمر بليرة!!!

فيا أيها المسؤول الذي يشتري أفضل وأجود أنواع التمور وأغلاها، بعض من الناس يتمنى شراء هذا التمر - أبو الليرة – ويشتهيه، ولكنه لايستطيع، لأن لديه أولويات وأساسيات أخرى يجب عليه أن يؤمّنها ليستطيع العيش، ها أنت أيضاً تحرمه من نعمة الدفء في الشتاء القارص الذي هجم كالأسد الجائع علينا في هذا العام، وتخرج لتقول لن يتضرر المواطن من قرار رفع الأسعار!!!

*الشكر الجزيل لصديقي و اخي طلال عبدالله على الدعم المتواصل و دمت ذخرا و نبضا للثورة *